مولانا أبو الكلام أزاد
تأثر الوالدُ كثيرًا لوفاة الخال محمد ابن الشيخ عبد اللطيف العفالق ( أبو منذر) في الثامن عشر من رمضان سنة 1427 فهو قريب وصديق الطفولة ورفيق الدرب والجليس الذي لا يمل حديثه . وكان الوالد يقول: “إن الأحساء ليس لها طعم ولا رونق بدونه” . أو كما يحلو له أن يسميه (مولانا أبو الكلام أزاد ) إذ أعجب الوالد بقدرته على جمع الكلام وتصفيفه. إنه حقًا أستاذ الحكي أو مهندس الكلام .
حدثني الخال أبو منذر في إحدى زياراته للندن، بأنه ذهب مع أبي طارق على رأس وفدِ من أهالي الأحساء؛ للسلام على الملك وتهنئته بانتهاء حرب الخليج ، فطلبوا منه أن يوجه للملك كلمة نيابةً عنهم فمدَّ يده مصافحًا خادم الحرمين الشريفين، وعرف نفسه قائلًا: “محمد العفالق .. أنقل لك سلامَ أهالي الأحساء وتحياتهم، الذين يباركون لك هذا النصر الكبير، وهذا القرار الحكيم الذي ليس له مشابه إلا قرار أبي بكر الصديق في حرب الردة !” فما كان من الملك إلا أن جذب يديه إليه، ولسان حاله يقول: “اذا كان هناك المزيد من هذا فهات” إذ كان كلامه عذبا جميلا؛ يتبارك على لسانه.