حكمة المحكمة
التاسع من رجب من عام 1420هـ، عندما أصدر ابن عتيق -قاضي محكمة المبرز- الحكمَ النهائي في قضيةِ المزرعة لصالح الوالد، هذا اليوم -وبكل تأكيد- أحد الأيام التاريخية في حياة الوالد، وفي حياتنا جميعا.
اتصلت بي الوالدة وأبلغتني على الفور وأنا في بريطانيا وقالت من شدة الفرحة: بأنه صك طوله مترين. عندها طلبت الوالد؛ لأبارك له الحكم فشكرني وهو مسرور وأراد أن ينهي المكالمة؛ لكي يذهب إلى الصلاة فقلت له ممازحا: ما الداعي الى ذلك طالما أن الحكم قد صدر، فقال: والله لا أعلم ولكن أمك تقول لازم!.
اثنا عشر عامًا مرت على هذه القضية والوالد يعيش في سجال بين ضرب بالصكوك وطعن بالشهود، ورمي بالحجج والبراهين ، لقد أثبت الوالد لخصومه بأنه مثل الدهناء قريبة الثرى بعيدة الماء، انتصار أبلج، ليس له مشابه إلا انتصار القائد المظفر قطز في معركة عين جالوت، (وجاء الحق وزهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقا)
بعد صدور الحكم طلب خصوم الوالد منه أن يحلف بالله، ولكنه لم يعر هذا الطلب أي اهتمام؛ لأنَّ المنازلة بالنسبة للوالد قد انتهت وحسم أمرها والحي لا ينازل الميت.