الرجــــــــوع
الرجوع بالسيارة إلى الخلف مشكلة يعاني منها كثيرٌ من الناس، وقد يكون الوالد أحد هؤلاء، ولعل المحقق ( المختبر) قد اكتشف هذا الشيء عندما تقدم الوالد لاختبار الرخصة قبل ثلاثين عامًا؛ حيث طلب منه التوقف وفتح ملفه، وأخرج القلم من جيبه وقال له: لقد أخفقت. فسأله الوالد لماذا ؟. فقال: أنت لا تُحسِن الرجوع للخلف. فرد عليه الوالد قائلا: ولكني لم أتقدم لطلب الرخصة؛ لأسير إلى الوراء. فضحك المحقق وكتب بالقلم العريض: ناجح. بعد أن أوشك أن يكتب الأخرى. بعدها أصبح الوالد يقود سيارته النيسان أنيسة وهو مطمئن لا يخشى الا الله و القواري؛ لأنها دائما تعترضه أو بالأحرى تمازحه، وتحتك به عن غير قصد . لم يتعلق الوالد بأنيسة تعلقه بالتسعاوي، ربما لأسباب خاصة . ذلك النوع من السيارات لا يحتاج إلى مفتاح، بالإمكان تشغيلها بأي شيء ولو بملعقة !!
في إحدى المرات خرج الوالد من سوق الخضار وركب السيارة ووجد فيها أطفالًا فقال: ربما هذا أحد الزملاء يريدني أن انتظره، وترك أطفاله كإشارة لي، ولكن الانتظار طال ولم يأتِ أحد. عندها قال: سوف أمشي والذي له أطفال يأتي ويأخذهم. ولكن البنات الصغيرات أُصِبْنَ بالهلع، وصِرنَ يَبْكين ويقُلنَ: “باقنا …باقنا” أي سرقنا سرقنا.