التسعاوي
من القضايا التي كان يحرص عليها الوالد ويدافع عنها، هي سيارته القديمة التسعة (كابرس بني موديل 79) كانت أشبه بمعشوقته المفضلة، واسمها الدلع التسعاوي، ينفق عليها الأموال الطائلة دون تردد، أو مردود. يشعر بالنشوة وهو يقودها و كأنه طيار يستعرض بطائرته من على ارتفاعات منخفضة .
يحب من يمدحها، ولا يصغي لمن يذمها، يبحث لها عن الظل ولو كان في مكان بعيد مع العلم أن بشرتها عبارة عن خليط من اللون البني والصدأ. يا ترى ما هو السر الكامن وراء هذه العلاقة..!
ربما هذه السيارة تختزن في جوفها بعض المعاني، نعم إن الكثير من الناس يجتذبهم القدم وتستهويهم رائحة التاريخ وهذ هو الأرجح حسب تصوري؛ لأنه لم يهتم بها إلا عندما أصبحت قديمة والأشياء القديمة بشكل عام لها مكانة عنده، وهذا الذي يعكس حُبّه لأكواب الشاي القديمة (السنقيل وبريق السومر العراقي) وما يزال أيضا يحتفظ ببعض الكتب والمخطوطات الأثرية، و بنسخ قديمة لمجلة العربي ربما تكون العدد الخامس أو السادس.
يوصينا دائمًا بتصوير أبنائنا، والمحافظة على كتاباتهم ورسائلهم، وعندما وسّعنا المجلس حرص على أن تكون ساعة الحائط من النوع القديم.
وعلى أي حال فلا غرابة في حب الوالد للتسعاوي، فالوفاء عنده ليس له حدود حتى الجماد له نصيب من ذلك.