اضغاث احلام …
سيتضاعف عدد السكان ويٍُستهلك ما تبقى من البترول محليا، فتحاول الدوله تعويض النقص بطرق بديلة. فتتزايد معدلات البطاله، ويصبح الشباب اكثر تعلما واقل دخلا واكثر تذمرا. دول الجوار صارت جميعها غنيه ومتقدمه، ولم يعد وجود لدولة الكيان الصهيوني. تراجعت اوربا وامريكا لصالح الهند والصين كقوى عظمى، فاضطرت العماله للعوده الى بلدانها بسبب شح الفرص، يقابله هجره لابناء البلد للخارج بحثا عن طلب العلم و الرزق، فبعد ان شحت العملة و تأكلت قيمتها . اصبح البعض ممن عاشوا في الخارج علماء في المهجر، واخرون عادوا الى الوطن كقياديون وعلماء في الداخل.
بفعل العوز وقلة الموارد تحول الشعب الى الابتكار والابداع وصار يطلق على هذا البلد يابان العرب. اكتشف احد ابناء البلد برنامج واطلق عليه اسم (السعلو) يعمل على تقنية الذكاء الاصطناعي يرسل خلايا بصريه و صوتيه لا تسمع و لا ترى بالعين المجرده، تستطيع النفاذ حتى من الفولاذ، يستطيع برنامج السعلو تصوير وتسجيل الصفقات والمحادثات المشبوه بين المسئولين والمختلسين، ويخترق انظمة الدوله، ويرصد المخالفات وينشرها تلقائيا على جميع وسائل الاعلام، فيفضح الفساد امام مرأى ومسمع من الناس.
فتبدأ الاحتجاجات من قبل الشباب من امام قصر الحكم مطالبين بالعدل والقضاء على الفساد، فيتدخل التيار الاسلامي التقليدي لاحتواء الازمه، بينما يقف اصحاب النفوذ و المصالح ضد مطالب الشارع، فتحاول قيادات من التيار الاسلامي التقليدي إخماد الاحتجاجات بحجة انها حرام .. ! بينما تبرز قيادات من تيار الاسلام السياسي لدعم مطالب الشعب وانها حلال .. فتحتج دول الجوار والقوى العظمى على قيام قوات الامن بقمع المظاهرات، محذرين من المساس بمخترع (السعلو) فتستمر الحشود الغاضبه ليل نهار امام قصر الملك، مستفيدين من الدور الذي لعبته المرأه بعقليتها التنظيميه، والتحام جميع فئات الشعب وطوائفه، فتزداد الفضائح التي يرسلها (السعلو) وتتصاعد معها الحشود ويحتدم الصدام بين الامن والشباب. فيطلب القائد الامني من الملك الشاب اطلاق النار على الشعب لانهاء التمرد.. وفي تلك اللحظه يرسل مخترع (السعلو ) تهديدا بانه سوف يطلق برنامج اخر هو (السعلو 2) الذي يرسل اشارات الى ادمغة المسئولين الفاسدين، فيتحكم فيهم بحيث يجعل المسؤول الفاسد يسير لا شعورياً الى المكان الذي يريده السعلو امام مرأى ومسمع الناس. فيتدخل الملك الصالح في اللحظة الحاسمة و يرفض طلب القائد الامني باطلاق النار على الشعب ويعلن الوقوف مع الشعب وتلبية جميع مطالبه .. هذا كان حلمي ليلة البارحه ..